كيف يفهم جيل الشباب المسؤولية..؟
الشباب والمسؤولية، سؤال عريض لطالما كان موضوع أحاديث كثيرة تنتهي في الغالب عند جيل الكبار بأن جيل شباب اليوم، جيل لا يعرف المسؤولية!...
وعلى هذا النحو يصف الجيل بأنه متهور، يبحث عن حقوقه ويتجاهل واجباته, والبعض الآخر من الكبار يرى أن جيل الشباب له مسؤولياته التي يتصدى لها وإن اختلفت عن مسؤوليات الجيل الذي سبقه. ومع اختلاف الآراء يطرح السؤال نفسه مجدداً، ولكن هذه المرة على الشباب ذاته، كيف يفهم جيل الشباب المسؤولية، وأي مسؤولية منوطة بهم يرونها اليوم؟
فبعض الشباب يرون أن المسؤولية ليس لها معنى واحد بل كل فرد منا يحسها كما يريد. ولا يمكن حصر المسؤولية بعمر معين، فالإحساس بالمسؤولية موجود في داخلنا منذ الصغر وهو إحساس يكبر مع الأيام ليصبح جزءاً من جوهر الشخصية وهذا يعني أن تكون هذه المسؤوليات بمعزل عن الآخرين، ولا ينقص في المساعدة بتنفيذها.
ويرى بعض الشباب أن مشكلة تبدأ مع جيل الآباء لا الشباب فيوجد الكثير من الآباء لا يتيحون للشباب تحمل المسؤولية. باعتبارهم صغاراً في نظرهم وبحاجة للتوجيه. ويعترف بعض الشباب بأن خبرتهم في هذه الحياة قليلة يحتاجون إلى التوجيه والنصح ويرون أن الخبرة الحياتية يجب ألا تقتصر على الكلام النظري ، وإنما هي تحتاج إلى احتكاك بالمجتمع والتعرف إلى شرائح مختلفة، فنحن، كما يقول الشاب، نعيش ضمن مجتمع متنوع ولا تقتصر الحياة على مجتمع الأسرة الصغير.
والثقة بالنفس تبدو شرطاً ضرورياً ليعي الشاب مسؤولياته ويدافع عنها، فالمسؤولية تحتاج إلى قدرة كبيرة ليؤديها المرء، واستعدادات اجتماعية ونفسية وعلمية وعندما يجد الشاب أنه امتلك هذا الاستعداد لابد عندها أن يكون واثقاً من قدرته على التعامل مع مسؤولياته.
واعتبر بعض الشباب بأن المسؤولية مرتبطة بالطموح بالدرجة الأولى، وبقدر ما يكون الطموح كبيراً تكون المسؤولية أكبر، فالمسؤولية كما الحياة هي مسألة متجددة، إذ سرعان ما تأخذها الحياة من جديد نحو معركة أخرى بين المسؤولية والطموح.
ورأى بعض الشباب بأن المسؤولية لا ترتبط بالعمر بل بالظروف فالكثير من الشباب وضعتهم ظروفهم المادية والعائلية والشخصية وجهاً لوجه أما مسؤوليات مختلفة، فإذا ما تجاوزنا فئة من الشباب لم يعرفوا المسؤولية نتيجة شرط حياتي رغيد، أو جهل أو لامبالاة فإننا نستطيع أن نقول إن كثيراً من جيل الشباب يعي مسؤولياته، وإن اختلفت أشكالها وأسبابها، وإن بدت ساذجة وعند البعض الآخر تستحق الاحترام والتقدي فإنها على الأقل تسقط فكرة أنهم جيل لا يعرف المسؤولية.