تعد اسبانيا أكبر بلد في العالم من حيث السياحة حيث انه بلد يجمع بين الماضي والحاضر وبه ثقافات ولغات وشعوب متعددة وهو من البلدان الكثيفة السياحة طوال العام لأنه يجمع بين الدفء والبرودة والثلوج والشواطئ والجزر، وتبرز هنا مقاطعات الساحل الشرقي المطلة على البحر المتوسط والتي تشكل كاتالونيا، والتي تقع في القطاع الشرقي الشمالي من اسبانيا، وفيها شواطئ مهمة مثل شاطئ برافا وشاطئ دوراد.
اسبانيا من البلدان الكثيفة
السياحة طوال العام
وتضم المقاطعة مدينة برشلونة ثاني أهم المدن الاسبانية بعد مدريد وميناؤها هو أهم ميناء على البحر الأبيض المتوسط وتضم الكثير من المباني القديمة وعلى عدد كثير من المتاحف والأسواق، يبرز فيها الحي القوطي بكاتدرائيته الكبيرة وبلديته القديمة كما يوجد فيها عدد كبير من المتاحف مثل متحف بيكاسو ومتحف الفن الكتلاني، وبالإضافة إلى برشلونة وجاذبيتها السياحية، هناك الكثير من المدن الساحلية على طول الساحل الجنوبي، ولعل تدفق السائحين يكثر في مدن ماربيا الشهيرة وفانخريلا، وسانت بيدرو، وصولا إلى جبل طارق، الفاصل بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
ما الذي يجذب كل هؤلاء السياح للسواحل الاسبانية بالتحديد؟
الرد هنا يكون بسبب وجود العديد من المزايا الايجابية التي توفرها اسبانيا لزائريها من كافة أنحاء العالم، والتي يشكل السياح البريطانيون العدد الأكبر منهم حيث تقدر نسبة السياح البريطانيين بحوالي 15.5%، ولعل مزيج حرارة الشمس المعتدلة والتي تتراوح درجات الحرارة فيها بين الثلاثين والخمس وثلاثين درجة مئوية، وبرودة مياه البحر، وانخفاض مستوى المعيشة مقارنة بالسياحل الاوروبية الأخرى، مثل ايطاليا وفرنسا، تجعل الكثير يفضل السياحل الاسبانية على غيرها، خاصة في ظل انخفاض معدلات الرطوبة إلى نسب متدنية، كما أن البساطة التي يتعامل بها الشعب الاسباني مع ضيوفه، تساهم بشكل كبير في هذا الجذب السياحي لبلادهم.
تعتبر اسبانيا من البلاد المهمة
خاصة للطائفة المسيحية
إن كان السياح يجدون مشكلة كبرى تواجههم مع المواطنين الاسبان، تتمثل في ضعف اللغة الانجليزية لغالبيتهم، بل ان حتى موظفي البنوك يجهلون أساسيات اللغة الانجليزية، فقد تقف اللغة عائقا بينك وبين الاسبان في بعض الاحيان، وهو ما يمكن النظر له على أنه يشكل عقبة في جذب اسبانيا للمزيد من السياح، ولا يمكن نسيان أن الشعب الاسباني له طقوسه الخاصة!! ومع أن السياحة في بلدهم تجلب لهم ثروة طائلة، إلا أنهم يصرون على أن يتعامل هؤلاء السياح بحسب ما يفضلونه هم وليس العكس، فالمحلات التجارية والبنوك وحتى الصيدليات، تغلق أبوابها يوميا من الساعة الثانية ظهرا وحتى الخامسة مساء تطبيقا لفترة القيلولة الشهيرة في اسبانيا (siesta) حيث تعد فترة الراحة هذه من أساسيات الحياة لديهم.
برنامج السائح
وبالطبع فإن المسافر إلى ماربيا وشقيقاتها من شاطئ الشمس، لا بد له أن يعي أن للسياحة البحرية خصوصيتها المختلفة عن أنواع السياحة الأخرى، ومع هذا فإن الحياة المتواصلة للسياحل الاسبانية تبقى أهم عوامل جذب السياح، وهو ما لا يتوفر للكثير من الأماكن السياحية المشابهة والتي تنحصر سياحتها على الفترة الصباحية فقط، فالزائر لهذه السياحل لن يجد وقتا ضائعا كثيرا لديه، باعتبار أن النشاط الصباحي يبدأ مبكرا على الساحل بالرياضات البحرية المتنوعة والاستمتاع بالشمس المشرقة، وعندما يحل المساء وتغرب تلك الشمس المشرقة وتغادر على أمل يوم مشرق آخر، فإن هؤلاء السياح لن يضلوا طريقهم لقضاء أمسيات جميلة، تبدأ من المقاهي المنتشرة في الجانب المقابل للساحل.
احد انهر اسبانيا
وكذلك وجود المحلات التجارية التي تظل مشرعة أبوابها حتى ساعة متأخرة من كل ليلة، وتستقبل السياح بكافة الرغبات التي يريدونها، وتتنوع تلك المحلات وفخامتها بحسب موقعها، فمثلا في بورت بانوس الراقي والذي يعتبر الموقع الأفخم في اسبانيا بكاملها، نظرا لوجود أكبر اليخوت لأثرياء العالم على مرساه، توجد أكبر الماركات العالمية، مثل: Dior, LV, وD& G وغيرها من الاسماء الكبرى في عالم التصميم والازياء.
المطاعم
بالرغم من تعدد المطاعم في الساحل الجنوبي لاسبانيا واشباعها للرغبات المختلفة للسائح، إلا أن أكثر ما تتميز به هو تلك المطاعم البحرية المتاخمة للساحل والتي تميزها نوعية الأكلات البحرية التي تقدم للسائح فور قدومه من ممارسة رياضته البحرية أو سباحته، حيث يتم شواء الأكلات على نوعية معينة من الخشب والذي يوضع وسط كمية من الرمل داخل قارب حقيقي.
حيث بإمكان السائح أن يختار وجبته ثم يشاهد الطاهي وهو يقوم بتحضيرها له أمامه في هذا القارب، وتوجد هذه المطاعم على طول الساحل وتتباعد فيما بينها بمسافة تقل عن 200 متر، ومع أنها بهذه الكثرة إلا أنه يصعب على السياح إيجاد مكان لهم إلا بعد انتظار، وهو لا يطول على كل حال.